رحلتي عبر عقود من التطوير: من FrontPage إلى بناء موقعي مع Antigravity
أعود بذاكرتي إلى الوراء، تحديداً إلى نهاية التسعينات ومطلع الألفية. تلك الأيام التي كان فيها تصميم المواقع أشبه بحرفة يدوية دقيقة وشاقة. أتذكر جيداً واجهة برنامج Microsoft FrontPage، وكيف كنا نعتمد على واجهته المرئية لتصميم الصفحات وتجاوز عقبة كتابة الأكواد يدوياً. في ذلك الوقت، كانت جداول الـ HTML (Tables) هي ذروة التكنولوجيا المتاحة لنا لضبط تنسيق الصفحات وهيكلتها. أنا مصمم من ذلك الجيل، وأعترف بصدق أنني لست مبرمجاً متعمقاً؛ أفهم الأكواد ولكن ليس بتفاصيلها المعقدة، ولطالما كان اعتمادي في التصميم على تلك البرامج التي لا تتطلب كتابة الكود بشكل مباشر. رغم ذلك، عاصرت تطور الويب خطوة بخطوة، وشاهدت كيف تحول من مجرد نصوص ثابتة إلى عالم تفاعلي لا محدود.
صدمة الحاضر: سرعة تتجاوز الخيال
اليوم، وأنا أعيد بناء موقعي الشخصي الجديد مستخدماً Antigravity، أجد نفسي أمام مشهد مختلف كلياً يبعث على الذهول الحقيقي. إن النقلة النوعية ليست مجرد تحسين في الأدوات، بل هي ثورة في المفهوم والسرعة.
السرعة التي يتم بها بناء أنظمة برمجية كاملة، اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وكتابة خوارزميات معقدة، هو أمر يكاد يكون "مرعباً" من فرط دقته وكفاءته. المهام التي كانت تستنزف منا أسابيع من السهر والجهد في الماضي، أصبحت اليوم تُنجز في دقائق معدودة أمام عيني.
أكثر من مجرد أداة.. شريك ذكي
ما أدهشني حقاً في رحلتي مع Antigravity هو أنه لم يكن مجرد "أداة" أملي عليها الأوامر، بل كان أشبه بـ "شريك تقني" يستوعب ما أريد.
لقد طلبت منه تحسينات دقيقة، وفهم سياق حديثي بلغة طبيعية تماماً دون الحاجة لتعقيدات تقنية جامدة. معاً، قمنا ببناء نظام إدارة محتوى (CMS) متكامل، ولكن بلمسة عصرية؛ تخلينا عن تعقيدات قواعد البيانات التقليدية (SQL) واعتمدنا بالكامل على ملفات JSON. كان الهدف هو السهولة المطلقة في الأرشفة والمرونة في نقل البيانات، وقد تحقق ذلك بسلاسة مدهشة.
المستقبل: حين تلتقي الخبرة بالذكاء الاصطناعي
هذه التجربة لم تكن مجرد بناء لموقع إلكتروني، بل كانت إثباتاً عملياً لواقع جديد. لقد أيقنت أن المستقبل مذهل، وأن السحر الحقيقي يكمن في المعادلة التالية: دمج ما في جعبتنا من خبرة ورؤية فنية مهما بدت بسيطة أمام هذه التقنية- مع القوة الحسابية الجبارة للذكاء الاصطناعي.
هذا المزيج هو ما يخلق نتائج كانت، حتى وقت قريب، ضرباً من الخيال
فيما يلي أستعرض أبرز ما تم إنجازه في منصتي الجديدة من هنا .
